الدخول في عرض الاديان لن يخرجك منها سالما الا بتهمة قد الصقت بك عامد متعمدا تدور فيها حول جرم القدح ووقاحة الذم وكفر الازدراء اي كانت رصيد النوايا الطيبة التي تملا قلبك.سواء كنت تحمل السؤال أثناء تلك العملية الصعبة من إنتزاع القداسة والدخول في معترك الاسئلة أثناء البحث عن الحقيقة او إسترجاعك لذاكرة نصوصها أثناء عملية التحري عن أصل الفتوي التي تشرعن هذا الكم من الدم وشكل هذا الاله الذي يتطيب من عطر الجريمة لقتل الاخر المختلف..
الدخول في دين السياسة قد يحولك للحظة موالي (( تمسح الجوخ)) للسلطة تبرر وتدافع بحق او غير حق عن فساد او قمع عن رموزها التي قد تدين بمذهبك او تنتمي لنفس تلك البقعة الجغرافية التي أنجبتك
أو معارض شرس ربما تخرج منها عميل لاجندات خارجية تمولك وتزرع فكرها ومصالحها السياسية من خلالك فتصبح للحظة عدو للوطن ..وعميل وضيع بتقاضى منصب او بضعة أموال على حساب إستقرار وطنك وبقاء سلطتك التي تحقظ أمنك ونفسك وبيتك وكل بيئتك ....
الحديث في الرياضة ..يجعلك للحظة مهووسا في تحديات كبرى متعصبا لفريقك المفضل قادرا على إرتكاب جريمة لو قرر أحدهم إنتقاد أحد لاعبيك المفضلين ..او طالب مهمل او زوج غير مبالاي إذا ما حان موعد مباراتك النهائية التي يخوضها فريقك ...
الحديث في الاقتصاد ..ربما يجعلك تاجرا جشعا يمكنه فعل اي شىء في مسرح السوق ..الذي تسقط فيه كل المعايير الاخلاقية المعترف فيها ..
وربما يحولك لبائس فقير تتسول فيها من طعام أولياء نعمتك او ما ترميه لك حكومتك من خلال مؤسساتها الخيرية الناشطة بأستجداء منظمات دولية بأسم قضيتك ..
الحديث عن إسرائيل ..لا تغدق بأيضاح عداوتك لها ..فبلدك ملتزم ببنود إتفاقية السلام التي أبرمها في عهود سابقة يوم أبرمتها وعقدت الاتفاق عليها لم تبالي بحقوقك او موقفك او حتى قضيتك ..وربما سيتهمك الموقف الدولي أثناء أحد إجتماعات مجلس الامن بمعاداة السامية ...
الحديث عن الانسان ..صار مستهلك بعدما تكممت أفواه الحريات ..طالما علقت مشانق كل الثورات ..طالما أستباح السياسي لقمة عيشك وراهن بمصير وطنك ..طالما اعتلى رجل الدين المنبر وأباح قتلك إن فكرت بمصافحة جارك الذي هو من غير دينك ومذهبك ..
الحديث في أي شىء صار مستهلك وبائس ومكرر ومعبأ دائما بالاهداف والنوايا والمصالح الغير طيبة بكل تأكيد ..
أنت متهم أي كان لونك ومذهبك ودينك وبقعتك الجغرافية التي حملت مولدك أو مولد أجدادك ..وحولتك حليف لخصم وعدو لخصوم كثر ...
لتكون مرة قاتل ومرة ضحية في قلب كل دين وحدث سياسي ونزاع سلطة ومباراة كرة قدم ..
لتكون كل شىء إلا أن تكون إنسان .
فداء عبد القادر / الاردن
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني